[jwplayer mediaid=”2481″]

 

 

صلواتاً وبركاتاً تقبلوا

   بكل سنة وفي يوم الخامس والعشرين من كانون الأول نحتفل بعيد ميلاد مخلصنا يسوع المسيح. نحن المسيحيين نجتمع في الكنيسة التي هي بيت الله لنقدم أمتناننا لله أبنا الذي في السماوات لإرساله إبنه الوحيد مخلّصٌ العالم.

     إعجوبة كبيرة حدثت في بيت لحم في يوم ميلاد يسوع المسيح: فبالقرب من المكان الذي وُلد فيه يسوع: “كَانَ هُنَاكَ رُعَاةٌ يَتَناوَبُونَ حِراسَةَ قَطيعُهمْ، ‏وَإِذَا مَلاَكُ الرَّبِّ وَقَفَ بِهِمْ، وَمَجْدُ الرَّبِّ أَضَاءَ حَوْلَهُمْ، فَخَافُوا خَوْفًا عَظِيمًا.‏ قَالَ لَهُمُ الْمَلاَكُ:”لاَ تَخَافُوا! فَهَا أَنَا أُبَشِّرُكُمْ بِفَرَحٍ عَظِيمٍ يَكُونُ لِجَمِيعِ الشَّعْبِ:‏ أَنَّهُ وُلِدَ لَكُمُ الْيَوْمَ فِي مَدِينَةِ دَاوُدَ مُخَلِّصٌ هُوَ الْمَسِيحُ الرَّبُّ.‏ وَهذِهِ لَكُمُ الْعَلاَمَةُ: تَجِدُونَ طِفْلاً مُقَمَّطًا مُضْجَعًا فِي مِذْوَدٍ”.‏ وَظَهَرَ بَغْتَةً مَعَ الْمَلاَكِ جُمْهُورٌ مِنَ الْجُنْدِ السَّمَاوِيِّ مُسَبِّحِينَ اللهَ وَقَائِلِينَ:‏ “الْمَجْدُ للهِ فِي الأَعَالِي، وَعَلَى الأَرْضِ السَّلاَمُ، وَبِالنَّاسِ الْمَسَرَّةُ”. لوقا 2: (8- 14).

     رائعةُ كانت مقاطع هذه التسبيحة التي سُبحت في بيت لحم من قِبَل الملائكة: التسبيحة دَينٌ لله في الأعالي: وعلى الأرض السلام: لأن الأرض محتاجة للسلام: وبني البشر للرجاء، لأن بني البشر لم يكن لهم الرجاء. هذه هي التسبيحة التي تُعطي المجد لله: وللأرض السلام والرجاء الصالح لبني البشر: مع الملائكة نحنٌ أيضاً نرفع المجد لله: بسبب محبته ورحماته بإرساله السلام على الأرض المحتاجة للسلام. وكما هي الأرض محتاجة للماء، هكذا أيضاً الإنسان الذي يعيش على الأرض محتاج للعيش بسلام. ويكون له رجاء الحياة السعيدة على الأرض.

     يقول يسوع: “أَنَا هُوَ خُبْزُ الْحَيَاةِ. مَنْ يُقْبِلْ إِلَيَّ فَلاَ يَجُوعُ، وَمَنْ يُؤْمِنْ بِي فَلاَ يَعْطَشُ أَبَدًا“. يوحنا 6 :35 “نؤمن بيسوع المسيح”. لذلك نحتفل بميلاده كلنا نحن المسيحيين بالمحبة والسلام كأعضاء بيت مسيحي واحد: ونقول لجميعكم أبناء كنيستنا المقدسة وأمتنا الآشورية ولجميع إخوتنا وأخواتنا المسيحيين في كل العالم:

عيدُ ميلاد سيدُنا يسوع المسيح مباركٌ لجميعكم

    فكما مجدُ الرب أضاءَ على الرعاة في يوم ميلاد مخلّصنا يسوع المسيح: نفس ذلك النور يُضيءُ قلوب وعقول كل الشعوبِ والأمم ليعيشوا معاً على وجه هذه الأرض بالمحبةِ والسلام: بالأخص نَحنُ المسيحيين: مُحتاجين جداً للوحدة والسلام الذي تركه لنا يسوع المسيح. يقول لرُسلهِ:” سَلاَمًا أَتْرُكُ لَكُمْ. سَلاَمِي أُعْطِيكُمْ يوحنا 14: 27. نَحنُ المسيحيين كُلنا إخوة، كأعضاء مرتبطين بجسد واحد لكنيسة يسوع المسيح: المعمودية المُقدسة هي الأم الروحية لنا نَحنُ المسيحيين. ونؤمن بكنيسة واحدة مقدسة ورسولية جامعة: التي أسسها المسيح بنفسه على الأرض.

    الكنيسة على الأرض هي جزء من كنيسة السماء. وأصبحت مُقدسة بالروح القدس: حيث الروح القدس موجودٌ بها ومعها للأبد، وكذلك الروح القدس يقدس المؤمنين المسيحيين بأسرار نعمته الإلهية، لكي يصلوا للملكوت السماوي ويرثون الحياة الأبدية مع المسيح.

    المسيح أسس كنيسة واحدة على الأرض، وهو مُدبرها وقائدها. بالرغم من أن لديها أسماءٌ مُتعددة، لكن جميعنا نَحنُ المسيحيين أعضاءٌ في كنيسة واحدة أسسها سيدنا المسيح. يجب على كل مسيحي ان لا ينبذ أخيه المسيحي من أي كنيسةٍ كان: وصية المُدبّر ورأس الكنيسة يسوع المسيح لنا هي: أن نَحب ونحترم أحدنا الآخر لنكون جميعاً فرحين بالمحبة المسيحية.

    اليوم نَحنُ المسيحيين الذين نعيش في بُلدان المشرق نُعرفُ بأسماء ثلاث كنائس: وهي الكنيسة الكلدانية، الكنيسة السريانية، وكنيسة المشرق الآشورية. كمسيحيين مؤمنين يجب أن نحب ونحترم ونعمل معاً كأعضاء قطيع مسيحي واحد، وكأمةٌ واحدة، لسنا ثلاث أُممٍ، لكن أمةٌ واحدة وشعبٌ واحد، بالدم، بالتاريخ، باللغة. وكلنا كأمةٌ آشوريةٌ مسؤولين لكي نُحافظ على سلامة أبناءُ أمتنا كشعبٌ واحد.

   بلا شك في المجال السياسي لأمتنا نحنُ الرعاة والكهنة لن نتدخل ولن نعمل كمسؤولين، حيث لدينا أحزاب سياسية ومجالس شعبية ومؤسسات قومية هم من تقع على عاتقهم مسؤولية المحافظة والمطالبة بالحقوق لأمتنا. نحنُ الرعاة والكهنة تعليمنا وخبرتنا نستخدمها في الحقول الكنسّية وليس السياسية. ولكن لنا كل الحب والمسرة بتوفيق كل أنشطة أمتنا. على يد رجال ونساء من أبناء أمتنا الذين يعملون بايمان وصدق للنهوض والتوفيق باسم أمةٌ واحدة. نحن نُصلي لهم لكي يكونوا بسلام دائماً ويعملون معاً جميعاً كأبناء وبنات أمةٌ واحدة بمشيئة طيبة وروحٌ متواضعة بايمان واحترام وطاعة بعضهم للآخر لكي يتوفقوا. لأن توفيق أمتنا هي فرحة وتوفيق لجميعنا، وحزن وندم أبناء أمتنا هو لجميعنا أيضاً. لذلك جميع أبناء أمتنا المسيحيين من أيَ كنيسةٍ يجب أن يكونوا منتبهين وساهرين لكي يحافظوا على السلام والأمن والاتحاد، يعملوا بايمان مع بعضهم البعض كشعبٌ آشوري واحد. وأن يبتعدوا عن الكراهية والغيرة والجِدالات الهدامة التي تجلب خسائر وانقسامات كبيرة لنجاحات أي أمة.

    نَطلُبُ من جميع أبناء وبنات كنيستنا المقدسة أن يعاونوا الرعاة والكهنة الذين هم بحاجة لمساعدتهم، لأنه كل عضو لديه واجب المساعدة لكنيسته. واجب أي عضو ليس فقط دفع العُشر:  لكن الواجب الأهم لأي عضو هو: إيمانه وطاعته لقوانين الكنيسة والحضور للكنيسة في وقت الصلاة والأسرار الكنسية. لسماع كلمة الله من فم الرعاة والكهنة والشمامسة.

    نَطلُبُ من جميعكم أبناء وبنات كنيستنا المقدسة، في أي رعيةً تكونون أن تشاركوا في صفوف التعليم المسيحي، وأن تأخذوا أبنائكم الصغار إلى مدرسة الرعية، وأبنائكم الشباب والشابات أن يشاركوا كأعضاء في لجان الشباب للرعية وفي جوقة الكنيسة.

   في كل رعية يتم اختيار او ترشيح أفراد مؤمنين وعاملين من أعضاء الرعية الرسميين للعمل كأعضاء في المجلس واللجان الفرعية وان يكونوا مستشارين ومساعدين لكاهن الرعية، ولأسقف أو مطران الأبرشية. وأن يعملوا جميعهم مع بعض بايمان ومحبة واحترام وطاعة لرُقي كنيستنا المقدسة.

   نطلب من جميعكم أبناء كنيستنا المقدسة وأمتنا الآشورية في أي بلد تعيشون كرعايا لذلك البلد أن تحافظوا بصدق على قوانين بلدكم ومطيعين لمسؤولي حكومتكم، لكي تكونوا محبوبين ومقدرين من قبلهم كي تكونوا فرحين وتعيشوا بسلامٍ مع جيرانكم.

    كمسيحيين أبناء وبنات كنيسة المشرق الآشورية: يجب أن تكونوا غيوريين للمحافظة على إيمانكم وطقوس وأسرار وقوانين كنيستكم من التغيير، وفي كل بلد تعيشون فيه عادتكم يجب أن تكون جميلة كمسيحيين مؤمنين ولا تخافوا ولا تخجلوا من مسيحيتكم.

    كأمة واحدة: يجب أن تفتخروا وتتشرفوا لأنكم آشوريين، يجب عليكم المحافظة على لغتكم الآشورية الأم، ثقافتكم، تاريخكم، ومحبتكم تجاه بعضكم البعض تكون طاهرة وحقيقية.

    ختاماً نقول لكم مجدداً: عيد ميلاد سيدنا يسوع المسيح يكون مبارك عليكم جميعاً، والسنة الميلادية 2012 مباركة عليكم أيضاً، نصلي لكي تكون السنة الجديدة مليئة بالبركات والأمن والسلام في كل أنحاء العالم: خاصةً في بُلدان الشرق الأوسط، وكذلك نصلي للتقرب والتفاهم بين كل المسيحيين، والسلامة والموفقية لكل أبناء كنيستنا المقدسة وأمتنا الآشورية.

نعمة ورحمات سيدنا يسوع المسيح تكون معكم جميعاً إلى أبد الآبدين

                                                                             خننيا دنخا الرابع

                                                                             بالنعمة: جاثاليق وبطريرك

                                                                             كنيسة المشرق الآشورية

كُتب في القلاية البطريركية

في مورتون ﮔروف / إلينوي

عيد ميلاد سيدنا المسيح