حلقة جديدة في مسلسل تقسيم الآشوريين في العراق آشور كيواركيس بيروت – 16/01/2012 “النفاق وتشويه الحقائق تيارات مارقة تحت شعار الدين” – مهاتما غاندي تناقلت وسائل الإعلام العراقية والآشورية خبراً عن تصريح ليس بالجديد، لبطريرك الآشوريين الكاثوليك، الكاردينال عمانوئيل دلــّـي حين أفتى فيه مجدداً أن كنيسته مهمّشة بواسطة أحد الحـُـزيبات الآشورية العاملة في العراق، علماً أن ذلك الحـُـزيب* (الحركة الديموقراطية الآشورية)، يضمّ عدداً كبيراً من القياديين والأعضاء من الكنيسة الكلدانية، حيث أعرب البطريرك دلــّـي عن خيبته من تهميش كنيسته في انتخابات ديوان الأوقاف في العراق مدّعياً أنه تم تعيين رئيس جديد للديوان بدون موافقته، وهو السيد رعد جليل كجه جي. الرابط إلى بيان الكاردينال دلــّي : http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,554882.0.htm بعد 24 ساعة على صدور بيان البطريركية الكلدانية قام السيد كجه جي (الذي احتج البطريرك عليه في البيان الآنف الذكر)، بنشر نسخة عن ترشيحه موقعة من البطريرك دلــّـي نفسه. الرابط إلى ردّ السيد رعد كجه جي مع المستندات والأدلة : http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,555051.0.html إنه فعلاً من الغريب كيف أن بطريركاً بمستوى كاردينال يقوم بين ليلة وضحاها بالإحتجاج على ما وقـــّـع عليه، ولرُبَّ سائل عن سبب هذا الإستهتار بوحدة شعبه ومصيره، نعم إن هذه التصرفات تؤكـّـد أن البطريرك دلــّـي يقسـّـم شعبه بذريعة وهمية تقتصر على كرسي في مؤسسة لا تقدّم ولا تؤخـّـر مصيرياً، فيما يسكت على سياسة الأسلمة والتعريب والتكريد التي تعرّضت ولا تزال تتعرّض لها كنيسته وأبناؤها، فهذه ليست المرّة الأولى التي يقوم فيها البطريرك دلــّـي بهذه التصرفات الغير مسؤولة والتي سبق أن خيبت آمال الكثير من الآشوريين الذين يتبعون كنيستنا الكلدانية وغيرها على حدّ سواء، حيث أتت رسالته “الإحتجاجية” ذريعة لبث التفرقة مجدداً كعادته المعهودة، لتتحوّل في أسطر قليلة إلى خطاب قومجي “كلداني” يدغدغ فيه مشاعر بعض العصافير الشاردة في سماء الأمة الآشورية، مدفوعاً من بعض الآشوريين المستكردين الذين اكتشفوا أنهم “أحفاد الكلدان” عام 1990 خلال اجتماع للجنة المركزية لحزب البرزاني. مهما يكن، إن الشعب الآشوري يمرّ اليوم بأصعب ظروفه وعلى القيمين على إدارة شؤونه الدينية والسياسية (إن وُجدوا) تحمل مسؤولياتهم بجدارة وإلا فلن يبق هناك لا كنيسة كلدانية ولا سريانية ولا مشرقية، ولا قومية آشورية في العراق، وإن هذه التصرفات تضرّ بالدرجة الأولى بمصداقيـّـة المؤسسة الكلدانية بدون غيرها، لذلك فإن أبناء كنيستنا الكلدانية، وخصوصاً المثقفين منهم والواعين قومياً، مدعوّون لمطالبة البطريرك دلــّـي بالإعتذار عمـّـا بدر منه ووضع الحدّ لتصرفاته وإلا سيضاف ذلك إلى ملفهم المخجل الذي حطم الرقم القياسي في “رهاب الكنيسة”، وبامتياز. وفي النهاية نكرر مقولتنا المعتادة : لو كان للسياسة الآشورية رجالها لما فضّ بكارتها رجال الدين. *الحزيب : مصطلح جديد يستعمله الكاتب ويعني به المؤسسات السياسية الآشورية، الغير عقائدية.